الجمعة، 11 نوفمبر 2011

وطن مسروق



ولدت في زمن سُرق فيه وطني .
  سُرق علمي ...نشيدي وكل الانتماء
 ولدت في زمن أصبح فيه الوطن...
  حرفاً ..كلمة ...حبراً على الأوراق
فكان الوطن  كلمة تكتب والانتماء
مولود مجهول الهوية والانتساب
أصبح الفكر بلون  واحد..مشلولاً
محصوراً بقيود للأحرف والكلمات
فكان الوطن فقيداً والنفس حائرة بين غربة و ممات
 فمن يفقد الوطن يفقد كل الامتيازات
كان الحلم بالحرية بالعدل بالمساواة
 فضاع كله بتهريج وضحك على الأذقان
كنت أحب الثائرات من يكتبن
عن معاناة وطن وسطوة الجلاد
أحب من لا يخاف الظلام
ولا أسوار القمع وسياط أشباه الرجال
أحب قوس قزح يطل علينا بكل
ألوانه بتناغم و انسجام
وأكره اللون الواحد والكتاب الواحد
والقائد الأوحد من له كل التهليل و التمجيد
فرض علينا ما يقول فكره
كتابه الأخضر في المدارس والجامعات
ونحمد الخالق الأوحد
لم يفرض قراءته على الأموات
أربعون عاماً سُرق فيه الشرف الأمانة والانتماء
وأجيالاً تاهت منها الدروب والخطوات
تبحث.. من تكون ؟ ماذا تريد ؟
أصبح الليبي يسأل ؟؟؟؟ أهو صاحب الأرض
أم أجير أم دخيل؟؟؟؟؟
أيملك الأرض أو النفط الثمين
أم هي أوهام وأفيون الغافلين




الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

ذكــــــــــــــــــــــريات وكلمــــــــــــــــــــــات



أحياناً ......تأخذني الحياة  وأنسى الكتابة وشكل الحروف ،وتصبح الكلمات تدور في حلقة مفرغة ، تتناثر وتبتعد عني وكأني العب بأحجية يستحيل جمعها 
كثيراً ما كانت لحظات الكتابة رائعة في ليلة شتوية يعزف فيها  المطر ..أو في الأمسيات الصيفية الحارة على أنغام كوكب الشرق في المساء بالقرب من شرفتي وشجرة المشمش القديمة تهتز طرباً على الأنغام الشرقية... أو الصباح حيث لا رفيق له إلا فيروز  وعلى أنغامها وصوتها تحلو الكتابة مع فنجان القهوة . .
لا أعرف  سبباً لهذا الحب ولا كيف ولد معي، كل الذي أعرفه :     (أنا والأمسيات الفصلية والكتابة أصدقاء ).
كلما اجتمعنا تخرج الكلمات فرحة على الأوراق تبحث عن ذلك الدفء الذي يعتريني ليحتوي صقيع الذكريات المنسية.
ذكرياتي تهـتز طرباً كلما غازلها الشتاء وأبتسم لها الصيف  وزينها الربيع ، وتخرج حزينة  كلما أبكاها الخريف.
وتمر تلك الذكريات بمحطات غادرتُها منُذ زمن بعيد، أعود إليها لتزودني بحنين و اشتياق لصور وأحداث رحلت من حياتي.
وتركت أثراً عميق في نفسي كوشم أزلي.. وأمنيات  كثيرة مبعثرة على تلك المحطات ..ودعوات منثورة تزينها كالقناديل ليلة العيد ...
وسريعاً ما أعود إلى عالمي وأغادر تلك المحطات..ولكن تبقى الصور دائماً ..هي المفتاح لكلماتي وهي الحبر الدائم لقلمي .
لماذا كلماتي ترقص في مواسم الشتاء وعلى إيقاع المطر ورائحة الأرض الندية..لماذا أفرح كلما  ظهرت الرياح في الأفق لتغزو الشواطئ وترقص على صوتها أشرعة اليخوت وأوراق الشجر...وكأنها ستنقلني مع الغيوم إلى ساحات من الفرح .
ويشتد حنيني لذكرياتي ...كلما ازدادت حرارة الصيف
ونسمات الربيع تحرك بداخلي الأمل في لقيا أحبتي ولو بعد حين....وفي الخريف كلما تساقطت الأوراق وتناثرت على الطرقات راحلة مع الريح للبعيد يشتد الوجع و الحنين للذكريات.
ذكرياتنا تزين حياتنا..كإيقاع غجري يدق الأرض برجليه ليشكل الإلحان وترقص عليها كل القبيلة لِتُخرج مخزونها من الفرح في ليلة واحدة .
مع الكتابة يتحول الاشتياق للأحبة لِأنامل تلامس الورق  وعبق يعطر كل سطر ليخبرهم بِأنهم معنا باقون هنا في قلوبنا وفي كل خلايا الذاكرة كنقش تاريخي لا يزول بمرور الزمن ولا بعوامل التعرية ..
وأحياناً يلاحقنا الملل حتى في كتاباتنا ويمنع الأقلام من البوح  و يخترق بكل وقاحة عالمنا ليجعلنا ننسى أتعس الأشياء وأجمل الأشياء.. يغمرنا لنكره ما اعتدنا عليه ليصبح كل شيء اعتيادي 
ولكننا نقاوم ..حتى تصبح الحياة أجمل ، حتى تصبح الحياة أرحب لتضمنا مع ذكرياتنا ، ليحضننا الغد, لِنُشكل حياتنا القادمة بأخطاء أقل ,وأمل أكثر ،وإيمان أقوى بِأننا في ذكريات أحبائنا نحيــــــــــــــا.